يمثل التطوعي بمنهجه الاجتماعي والإنساني سلوكا حضاريا ترتقي به المجتمعات والحضارات منذ قدم الزمان، وأصبح يمثل رمزا للتكاتف والتعاون بين أفراد المجتمع ضمن مختلف مؤسساته، حيث ارتبط العمل التطوعي ارتباطا وثيقا بكل معاني الخير والعمل الصالح عند كل المجتمعات البشرية منذ الأزل وذلك باعتباره ممارسة إنسانية.
ان العمل التطوعي يؤدي دورا محوريا في تنمية المجتمع باعتباره نمطا من العمل الاجتماعي والثقافي والسياسي ويغرس مفهوم الانسانية والوطنية لدى المتطوع ويعمل على استغلال الطاقات بشكل مفيد ومؤثر خدمة للمجتمع كما ينمي لدى الافراد الشعور بالاحترام والثقة.
ومنذ زمن بعيد ترسخت في وجدان أبناء الكويت قيم التراحم والتكامل بين مختلف أبنائه وبرزت تلك القيم في العديد من أعمال الخير والكثير من المشروعات التطوعية التي زادت وتضاعفت على مر السنين وزاد عدد المنتمين والمشاركين فيها العمل
ولا يزال حب التطوع سائداً في المجتمع بل امتدت جهود العمل التطوعي على أيدي الشباب الى خارج البلاد مع ما يواجهونه من تحديات في هذا المجال محلياً وخارجياً.
وشكل توجه الكويت إلى دعم انخراط الشباب في العمل التطوعي المحلي بيئة خصبة لجذب الكثير منهم للانتساب إلى مجموعات وفرق تطوعية مختلفة الأهداف والمقاصد كما ساهمت الأوضاع الانسانية الصعبة التي طالت شعوب مناطق كثيرة من العالم في الآونة الأخيرة في توجه الكثير من الشباب الكويتي الى التطوع لمد يد العون إلى هذه الشعوب رغم التحديات الكبيرة التي تعترض سبيلهم.
وتؤمن جمعيه الهلال الاحمر الكويتي بأن العمل التطوعي يساعد الشباب على فهم معنى العطاء والالتزام والشعور بالمسؤولية وملء أوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع وتوسيع مداركهم وصقل مواهبهم وتنمية مهاراتهم.
وابواب العمل التطوعي في الجمعية مفتوحة دائما أمام الراغبين بالعمل الميداني لخدمة المجتمع ورد الجميل للوطن.
ويعتبر المتطوعون العمود الاساسي لجمعية الهلال الاحمر في حملاتها وأنشطتها الانسانية في شتى بقاع الارض حيث يشارك رجال ونساء الكويت في تلك الاعمال انطلاقا من الحس الانساني
وساهم المتطوعين والمتطوعات في الجمعية في ايصال رسالة الجمعية من خلال برامجها في مجال التوعية الصحية والاجتماعية والعناية بذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين باعتبارهم من اكثر الفئات أولوية ضمن خطط الهيئة ومشاريعها المتنوعة. وحرصت الجمعية على مواصلة دورها الاجتماعي عبر دعم المبادرات التي تستهدف نشر ثقافة التطوع وغرس قيم الانتماء لدى الشباب عبر استغلال طاقاتهم ومهاراتهم.
لا شك ان العمل التطوعي «واجب وطني والتزام اخلاقي ومجتمعي وحق انساني في التكافل والتواصل للإنسان مع أخيه الإنسان في اي مكان وزمان ودعمه ماديا ومعنويا. ويحمل مفهوم التطوع مضامين وقيما أخلاقية عظيمة ومنهجا تربويا تتكاتف فيه جهود المتطوعين وتعاونهم مع كل فئات المجتمع في حالة السلم وحين وقوع الكوارث والأزمات.