الكويت، 17 يونيو 2020 (csrgulf): ترجح التقديرات الأولية لمسار انتشار وباء فيروس كورونا المستجد (covid19) والاحصاء اليومي للاصابات والوفيات احتمال تسجيل نحو مليون وفاة بالفيروس القاتل كحصيلة اجمالية متوقعة لضحايا الجائحة قبل اختفائها وقبل موعد اكتشاف لقاح فعال مع بداية العام المقبل.
والى جانب وفيات المصابين بالفيروس الآخذة في الارتفاع، من المتوقع زيادة الوفيات في العالم لأسباب غير مباشرة متعلقة بالفيروس وتداعياته الاجتماعية والاقتصادية والصحية، حيث من المرجح ان تزيد نسبة الوفيات في العالم جراء الفقر والمجاعة في دول العالم النامي المتضرر الأول من الركود العالمي الذي سببه أطول اغلاق عالمي في التاريخ.
الحصيلة الثقيلة المفزعة المتوقعة يبررها متوسط عدد حالات الوفيات شهرياً بالفيروس الآخذ في الانتشار، فضلاً عن توقعات باكتشاف بؤر جديد للوباء وتسجيل مناطق جديدة حول العالم لذروة انتشار فيروس (covid19) خاصة في المناطق الأكثر اكتظاظاً بالسكان في اشارة الى الهند والصين وروسيا والولايات المتحدة والدول الأمريكية اللاتينية والدول الأفريقية المحتمل تضررها مستقبلاً بانتشار العدوى.
وحسب احصاء تقديري قام به قسم توقعات المخاطر في مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث (csrgulf)، فان حصيلة وفيات فيرويس كورونا الى اليوم (نحو 450 ألف) ترتفع بمعدل نحو 80 ألف وفاة شهرياً منذ آواخر ديسمبر 2019، واذا استقر هذا المعدل الشهري فقد يناهز اجمالي وفيات كورونا نحو مليون وفاة حول العالم.
وعلى الرغم من تراجع احصاء المتوفين بالفيروس خلال الأسبوعين الماضيين خاصة في البؤر الكبرى على غرار أوروبا والولايات المتحدة، فقد يستقر معدل زيادة الوفيات شهرياً أو يميل الى التذبذب أو الارتفاع مستقبلاً، ويمكن تبرير ذلك بزيادة كبيرة متوقعة لعدد ضحايا الفيروس في بؤر جديدة أهمها الهند (ارتفاع بنحو 2000 وفاة في يوم واحد قبل يومين) ودول أميركا الجنوبية كالبرازيل والبيرو والمكسيك والاكوادور، فضلاً عن تطور مفاجئ قد يحدث في روسيا والصين والذي قد ينبأ عن احتمال ظهور موجة جديدة. الى ذك فان وضع انتشار الفيروس في القارة الأفريقية ودول الشرق الأوسط ودول آسيوية غير مستقر ولا ينبأ بأي توقعات أكيدة حول موعد توقف انتشار العدوى.
و لا يبدو مسار انتشار الفيروس واضحاً بل هو متذبذب ومفاجئ خارطة انتشار العدوى لمنظمة الصحة العالمية. لذلك تواجه عديد الدول التي استأنفت حياتها الطبيعية وأنهت اجراءات الحجر الصحي زيادة احتمالات مخاطر جديدة وجدية أهمها عودة موجة ثانية للفيروس الذي سجل طفرة جديدة في تكيفه مع الحرارة وتغير الفصل والمناخ. وهذا التكيف الذي يتمتع به بالفيروس يمنحه خطورة فاجئت العلماء في امكانية ضربه مجددا لمناطق اختفى فيها الفيروس لمدة كبيرة. حيث لا مناعة ضد الفيروس الى حد اليوم.
وفي حين لم يتوصل العالم الى لقاح فعّال وبنسبة نجاح 100 في المئة، تبقى مخاطر عودة ظهور الفيروس قائمة ولعل أبرز مثال في ذلك الصين التي ضرب الفيروس عاصمتها بكين واظطر السلطات للعودة لقرارات الاغلاق والحجر الصحي الجزئي تحسبا لانتشار أكبر.
وعربياً، تجددت عدوى الفيروس في تونس على سبيل المثال أقل الدول العربية تضرراً بعد أن استمرت البلاد لأكثر من أسبوعين بدون تسجيل أي عدوى جديدة، وهو ما يدل على عدم استقرار تفشي الوباء وصعوبة التنبأ بموعد اختفائه. حيث لم تتمكن الحرارة العالية من تخفيف حدة موجات العدوى، ولعل فترات ذروة انتشار الفيروس التي تشهدها دول الخليج خاصة بين مايو ويوينو هي دلالة على عدم تأثر الفيروس بدرجات الحرارة العالية.
المصدر: قسم توقعات المخاطر بمركز الخليج العربي للدراسات والبحوث (csrgulf)