الكويت، 28 سبتمبر 2020 (csrgulf): يواجه سكان الشرق الأوسط والخليج مخاطر مزدوجة مرتبطة بالطبيعة خلال موسمي الخريف والشتاء. اذ تزايد رصد احتمالات مخاطر تجدد موجات جديدة لذروة انتشار فيروس كورونا خلال الأشهر المقبلة مستفيدة من زيادة توقع تقلبات الطقس، وهو ما سيقود أيضاً الى رصد مخاطر مناخية إضافية مزدوجة قد تباغت السكان، وتختزل في توقعات تسجيل موسم أمطار ضخمة لكن غير منتظمة قد تتسبب في سيول وفيضانات تهدد السكان والبنى التحتية.
بالإضافة الى ذلك فان التقلبات المناخية خلال خريف وشتاء هذا العام، التي قد لا تختلف كثيرا عن العام الماضي، قد تزيد من احتمال تصاعد خطر الفيروسات الموسمية كالإنفلونزا مع إمكانية ظهور فيروسات أو أمراض مستجدة قد تؤثر على الصحة العامة.
وعلى صعيد آخر، على الأرجح أن تزيد ذروة البرودة في فترات محدودة وغير منتظمة خاصة خلال نهاية العام الجاري وصولاً الى زيادة تسجيل ظاهرة تساقط الثلوج في بعض المناطق في دول مجلس التعاون الخليجي وخاصة المرتفعات في السعودية والامارات على سبيل المثال.
وفي حين يكافح الناس في جميع أنحاء العالم مخاطر جائحة فيروس كورونا المستجد وما ترتب عنها من تضرر المنظومات الصحية واضطرابات اقتصادية قد تعصف بالاستقرار السياسي والاجتماعي، من المرجح أن سكان العالم العربي وخاصة منطقة الشرق الأوسط والخليج، على موعد مرتقب مع احتمالات مخاطر إضافية خلال موسمي الخريف والشتاء.
هذه المخاطر، حسب ما صنفها رصد مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث (CSRGULF) اعتمادا على مؤشرات توقعات مناخية مختلفة، تتلخص في عواصف وتقلبات شديدة ومحدودة وغير منتظمة قد تتسبب ذروتها في تصاعد مخاطر هطول أمطار غير طبيعية ينجم عنها اجتياح سيول وفيضانات[1] لأجزاء من الشرق الأوسط والخليج وهوما يدعو أغلب الحكومات الى التحوط من الآن وأخذ هذه المخاطر بمحمل الجد. مع الإشارة الى أن فصلي الخريف والشتاء سيكونان أقرب الى الدفء من البرد، الا وتيرة التقلبات ستكون مفاجئة ومباغتة ومحدودة لكن قد تكون آثارها كارثية في بعض الدول.
يذكر أن عوامل تقلبات موسمي الخريف والشتاء هذا العام قد تكون أعنف من العام الماضي بسبب تداعيات طول الحرارة القياسية خلال الأشهر الماضية في أغلب المناطق العربية وما سينجم عن ذلك من تداخل الخريف مع الشتاء وعدم انتظام تعاقب الفصلين وهو ما سينجر عنه على الأرجح توقع تقلبات قد تكون تداعياتها كارثية في بعض الدول خاصة تلك التي تعاني من بنى تحتية هشة.
وعلى صعيد متصل، قد تضاعف مخاطر تقلبات الطقس الصحية الأضرار الاجتماعية المتنامية بسبب كورونا وقد يكون أكبر المتضررين الطبقات الفقيرة والهشة وسكان الأرياف أو المدن المكتظة والعشوائية. وهذه المخاطر المحتملة من المفروض أن تأخذها السلطات بمحمل الجد بتصنيفها ضمن المخاطر العالية والتي تستجوب استعدادا جيدا وحالة طوارئ ومتابعة، خاصة أن التقلبات التي قد يسببها المناخ قد يرافقها خطر زيادة ذروة عدوى كورونا أو تجدد مخاطر فيروسات موسمية أخرى.
وعموماً، هذه المخاطر قد تربك انتظام الالتحاق بالمدارس أو بالوظائف في حال تزامن المخاطر معاً. وهذه التوقعات قد تضطر أيضاً الحكومات الى زيادة اعتماد وتفعيل خيار العمل والتعليم عن بعد ولو مؤقتاً على الرغم من جدواه المحدودة الى غاية نهاية أزمة كورونا واستقرار التقلبات المناخية مع حلول بداية العام المقبل.
2020 © مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث CSRGULF
هوامش:
[1] Maura Kelly, AccuWeather meteorologist, Middle East pummeled by frequent rounds of flooding rain, severe weather, Mar. 23, 2020, https://www.accuweather.com/en/severe-weather/middle-east-pummeled-by-frequent-rounds-of-flooding-rain-severe-weather/706160