- اختراق للمقاومة من الباب الخلفي عبر محاولة دمغجة عقول أجيال المستقبل
- حملات تستهدف بالدرجة الاولى العراقيين وبقية سكان الخليج والمغرب العربي
الكويت، 3 أكتوبر 2020 (csrgulf): نجحت إسرائيل في اختراق المقاطعة العربية من خلال تفعيل الديبلوماسية الافتراضية أو الالكترونية للوصول الى العرب وتعزيز الاهتمام الاعلامي بشؤونهم، كما برز مسار تصاعدي لزيادة الحملات الدعائية عن السلام بين اليهود والعرب على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة في منطقة الشرق الأوسط والخليج، وكل ذلك يندرج ضمن مخطط إسرائيل يسعى لزيادة تحسين صورتها واستقطاب اكبر عدد من المتعطفين والمتفاعلين إيجابا مع التطبيع وزيادة تحسين الأرضية المناسبة لكسب توافقات جديدة على توسيع نطاق السلام العربي الإسرائيلي وكسب حلفاء جدد.
وحسب رصد لمركز الخليج العربي للدراسات والبحوث (csrgulf) فقد زادت حملات الدعاية على الانترنت تديرها وزارة الخارجية الإسرائيلية وكيانات متعاطفة داخل إسرائيل وخارجها تستهدف تحسين صورة إسرائيل لدى العرب وخاصة لدى سكان الشرق الأوسط وتحديدا في العراق وبقية دول الخليج والمغرب العربي، وعلى الأرجح أن هذه الصفحات في ازدياد مستمر خاصة بعد اعلان اتفاق السلام الإسرائيلي الاماراتي. وهدف هذه الحملات استقطاب مطبعين جدد.
فعبر مواقع الانترنت ومنصات التواصل الاجتماعي المتعاطفة مع اليهود بالنظر الى مالكيها من الطائفة نفسها على غرار “فايسبوك”، ضاعفت وزارة الخارجية الإسرائيلية والكيانات اليهودية داخل وخارج إسرائيل من جهود الترويج للسلام مع العرب وتعزيز الأخبار الإيجابية عن إسرائيل والجمهور المستهدف أغلبه تركز في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
ومن خلال التفاعل اليومي مع سكان الدول العربية، تزايد عدد الصفحات المتخصصة التي تقدم معلومات عن إسرائيل واليهودية واليهود العرب الذين عاشوا فيها، حيث يحاول الكيان الاحتلال تحسين وجه والبدء في تغيير النظرة السلبية الى اليهود والدولة العبرية وخاصة بين الشباب وبين المتعاطفين مع المقاطعة بينهم، وركزت في خطابها للعرب على إظهار القيم المشتركة التي يتشاركها اليهود مع العرب تاريخياً أو على مستوى العادات والتقاليد.
وتبحث إسرائيل عن زيادة التفاعل الايجابي مع العرب وتذليل العقبات أمام تكون صورة جديدة عن إسرائيل لدى أجيال العرب في المستقبل ضمن مخطط مستقبلي لتقليص عدد الخصوم في المنطقة.
وتعكس زيادة ظهور حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي تديرها الحكومة الإسرائيلية والمبادرات الفردية جزءا من هذا الاتجاه، وعلى الأرجح أن هذه الحملات والصفحات الموجة للعرب قد جذبت انتباه الملايين في المنطقة واستفزت خاصة أولائك الذين هم غاضبون من إسرائيل ولكن لديهم فضولاً أيضًا للتعرف عن مضمون الحملات والدعاية التي تروج لها.
وتعتقد إسرائيل أنها في مرحلة انتقالية بالنظر لهدف توسيع نطاق التطبيع، وباتت تراهن على التواصل الافتراضي مع المستخدمين العرب لمنصات التواصل الاجتماعي في مقدمتهم النخب السياسية والاقتصادية، وفي درجة ثانية الشباب العربي، وهو ما يعد اختراقاً من الباب الخلفي لجدار المقاومة الصلب. ووصفت هذه الحملات الحكومية أو المبادرات الفردية المتطوعة والتي تراقبها وتشرف عليها وزارة الخارجية الإسرائيلية على أنها جزء من ممارسة ديبلوماسية افتراضية لإكساب شرعية شعبية للتطبيع وزيادة استقطاب متعاطفين عرب.
في الأثناء زادت ضمن وزارة الخارجية الإسرائيلية الفرق العاملة على انتاج محتويات واصدارات متجددة على منصات مختلفة باللغة العربية علىFacebook ، وحسابات على Twitter وInstagram ، وYouTube ، تستقطب ملايين المشاهدات والمتابعين من جميع أنحاء المنطقة كل أسبوع.
وتراهن إسرائيل من خلال زيادة تفعيل قسم الدبلوماسية الرقمية باللغة العربية وهو ثاني أكبر قسم في وزارة الخارجية الاسرائيلية على تصوير مواقفها بالعادلة تجاه حسم القضية الفلسطينية وإقناع العرب عبر خطاب براغماتي يستهدف التعايش وحسن الجوار ومحاولة صبغ صفة السلام على سياساتها الاستيطانية والاحتلال التي تمارسه قواتها على الأرض. وهي محاولة لإنشاء بروباغندا تعمل على دمغجة العقول والايهام وايصال حقائق كاذبة.
وحققت بعض الأفلام والرسوم المرتبطة بالجوانب الإيجابية لليهود والحياة في إسرائيل وعن السلام أيضاً خاصة بعد توقيع الاتفاق الإسرائيلي مع الامارات عدد كبيرا من المشاهدات والتفاعل بالإضافة الى مبادرة Miller’s People of the Book التي بدورها حصدت منذ فترة عددًا كبيرًا من المتابعين عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي. يجدر بالذكر الإشارة الى زيادة غير مسبوقة لمضمون الشأن العربي على حسابات شخصيات إسرائيلية على غرار ايلي كوهين الذي ينشر باستمرار معلومات عن العرب والأنظمة العربية فضلاً عن حسابات لعسكريين لعل أشهرهم افيخاي ادرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.
2020 © مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث CSRGULF