الثلاثاء, مارس 2, 2021
  • Login
مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث
  • الرئيسية
  • تقارير كويتية
    ملخص دراسة: اختلاف الأولويات ينذر باستمرار الصراع بين الحكومة الكويتية والمعارضة والمواطن الخاسر الوحيد

    ملخص دراسة: اختلاف الأولويات ينذر باستمرار الصراع بين الحكومة الكويتية والمعارضة والمواطن الخاسر الوحيد

    مسار تفاقم ديون الكويت دراماتيكي ومقلق وفرضية عدم تعاون السلطتين قد تدفع للأسوأ

    مسار تفاقم ديون الكويت دراماتيكي ومقلق وفرضية عدم تعاون السلطتين قد تدفع للأسوأ

    مخزون الكويت من الاستثمارات الأجنبية في خطر

    مخزون الكويت من الاستثمارات الأجنبية في خطر

    ماذا استفادت الكويت من انفاق 20 مليار دولار كمساعدات خارجية؟

    ماذا استفادت الكويت من انفاق 20 مليار دولار كمساعدات خارجية؟

    الكويت تواجه احتمال أكبر تضخم للديون الحكومية في تاريخها

    الكويت تواجه احتمال أكبر تضخم للديون الحكومية في تاريخها

    المواطن الكويتي بداية من 2021 أمام احتمالات تقشف حكومي جديدة

    المواطن الكويتي بداية من 2021 أمام احتمالات تقشف حكومي جديدة

    الكويتيون هل يدفعون الضريبة على الدخل قريباً؟

    الكويتيون هل يدفعون الضريبة على الدخل قريباً؟

    حلول مكافحة الفساد في الكويت شعبوية ومكلفة ولا تعزز الحكم الرشيد

    محدودية نجاح المشروعات الصغيرة في الكويت تهدد مستقبل الاستقرار الاجتماعي

    محدودية نجاح المشروعات الصغيرة في الكويت تهدد مستقبل الاستقرار الاجتماعي

  • قضايا الساعة
  • تصنيف واحصائيات
  • قضايا المستقبل
  • تحليل و توقعات
  • دراسات
  • كلمة الرئيس
  • عن المركز
    • من نحن
    • رؤية المركز
    • أخبار المركز
  • اتصل بنا
لا توجد نتائج
عرض جميع النتائج
  • الرئيسية
  • تقارير كويتية
    ملخص دراسة: اختلاف الأولويات ينذر باستمرار الصراع بين الحكومة الكويتية والمعارضة والمواطن الخاسر الوحيد

    ملخص دراسة: اختلاف الأولويات ينذر باستمرار الصراع بين الحكومة الكويتية والمعارضة والمواطن الخاسر الوحيد

    مسار تفاقم ديون الكويت دراماتيكي ومقلق وفرضية عدم تعاون السلطتين قد تدفع للأسوأ

    مسار تفاقم ديون الكويت دراماتيكي ومقلق وفرضية عدم تعاون السلطتين قد تدفع للأسوأ

    مخزون الكويت من الاستثمارات الأجنبية في خطر

    مخزون الكويت من الاستثمارات الأجنبية في خطر

    ماذا استفادت الكويت من انفاق 20 مليار دولار كمساعدات خارجية؟

    ماذا استفادت الكويت من انفاق 20 مليار دولار كمساعدات خارجية؟

    الكويت تواجه احتمال أكبر تضخم للديون الحكومية في تاريخها

    الكويت تواجه احتمال أكبر تضخم للديون الحكومية في تاريخها

    المواطن الكويتي بداية من 2021 أمام احتمالات تقشف حكومي جديدة

    المواطن الكويتي بداية من 2021 أمام احتمالات تقشف حكومي جديدة

    الكويتيون هل يدفعون الضريبة على الدخل قريباً؟

    الكويتيون هل يدفعون الضريبة على الدخل قريباً؟

    حلول مكافحة الفساد في الكويت شعبوية ومكلفة ولا تعزز الحكم الرشيد

    محدودية نجاح المشروعات الصغيرة في الكويت تهدد مستقبل الاستقرار الاجتماعي

    محدودية نجاح المشروعات الصغيرة في الكويت تهدد مستقبل الاستقرار الاجتماعي

  • قضايا الساعة
  • تصنيف واحصائيات
  • قضايا المستقبل
  • تحليل و توقعات
  • دراسات
  • كلمة الرئيس
  • عن المركز
    • من نحن
    • رؤية المركز
    • أخبار المركز
  • اتصل بنا
لا توجد نتائج
عرض جميع النتائج
مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث
لا توجد نتائج
عرض جميع النتائج
الصفحة الرئيسية قضايا الساعة

الاسلاموفوبيا في أوروبا يزيد المخاوف من صعود التطرف المضاد

الوباء يضاعف توقعات بزيادة موجة الكراهية في أوروبا ضحيتها المهاجرون واللاجئون

CSRGULF
2020/10/31
الاسلاموفوبيا في أوروبا يزيد المخاوف من صعود التطرف المضاد

Mustafa Hassona/Anadolu Agency

0
تشارك
86
مشاهدة
Share on FacebookShare on Twitter
Print Friendly, PDF & Email

 

  • أوروبا تسعى لتصدير مفهوم جديد للإسلام الى الدول العربية
  • المسلمون كبش الفداء في كل معارك فرنسا
  • فرنسا تجازف بتفكك وحدة شعبها وتواجه مخاطر ضخمة

 

الكويت، 31 أكتوبر 2020 (csrgulf): تواجه أوروبا تحديًا حقيقيا يتمثل في زيادة احتمال نمو التطرف المضاد وجرائم الكراهية والعنف على خلفية رصد تراجع مؤشرات التعايش المنسجم ومخاوف من الحفاظ عليه بين مواطنيها وأولئك الذين يعبرون الحدود في إشارة للمهاجرين بحثًا عن ملاذ في القارة العجوز. ويبدو أن جزءا من المهاجرين المسلمين لم يستطع الاندماج الكلي في المجتمعات الأوروبية رافضاً الانسجام مع قيمها، وفضّل بعضهم خاصة الشباب من محدودي الدخل والتعليم وأغلبهم من المقيمين غير الشرعيين الاندفاع لتحدي هذه القيم وفرض قيم الاسلام المغلوطة التي يغلب عليها التطرف واستثمار أحداث الكراهية للقيام بأعمال تخريبية باسم الدفاع عن الاسلام الذي تم تشويه مقاصده وتحريفه وتسييسه من بعض الجهات المستفيدة، ومثل السلوكيات المتطرفة والعنيفة لبعض الشباب المسلم المهاجر تستفز الأوروبيين وتثير ريبتهم من الاسلام بشكل عام وتسبب انقسامهم بين مؤيد لتعميم صفة التطرف على الاسلام، وبين رافض لسياسات وضع المسلمين في خانة واحدة معتبرين أن التطرف لادين له وأنه حالة شاذة. الا أن المقلق هو استمرار وجود داعمين لاحياء التطرف الديني مادياً ولوجيستيا خاصة في مناطق كأفغانستان والخليج والشرق الأوسط. ويستمر التجنيد الافتراضي لبعض الشباب المهاجر، وهو ما يدعو للقلق والتفكير بشكل جدي في قطع صلة التسويق للارهاب.

وان يرتكب بعض المهاجرين بعض السلوكيات المتطرفة الشاذة، يبقى السواد الأعظم منهم متعايش ضمن قيم المجتمعات الأوروبية، لكن أغلبهم اليوم يجدون أنفسهم في موقع الاتهام،  حيث يبحث بعض السياسيين الأوربيين عن كبش فداء لأخطائهم السياسية التي قادت الى محدودية تعزيز الاندماج المجتمعي وتحقيق تطلعات الناخبين الأوروبيين، الأمر الذي يدفع بعضهم في الأزمات الى تحميل المهاجرين فاتورة الفشل الحكومي.

ويواصل المهاجرون واللاجئون خاصة المسلمين اختبار قدرة الدول الأوروبية على دعم الحقوق والحريات الأساسية للجميع[1] وخاصة ممارسة الشعائر واحترام المقدسات والرموز الدينية وحق الاختلاف وتجريم ازدراء الأديان. وقد دعا بابا الفاتيكان سابقا الى منع الإساءة الى الرموز الدينية والايمانية للآخرين، وادانت قبل عامين المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان أحد المسيئين للنبي محمد عليه الصلاة والسلام بعد مراحل تقاض دامت نحو 10 سنوات.

لكن بعض الدول مثل فرنسا تنتهج نخبها السياسية سياسة الكيل بمكيالين: دعم توجه الحريات بدون قيود الى حد انتهاك المقدسات والمعتقدات، وبرز الإسلام والمسلمون كأكبر ضحية لهذا التوجه، في الوقت نفسه تقيد هذه الحريات أو يتم انتقادها عندما تتعرض لمقدسات مسيحية ويهودية.

وحسب رصد قام به مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث (csrgulf) لزيادة انتشار خطاب الكراهية ورهاب الأجانب خاصة الإسلام والمسلمين في منابر الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، فقد باتت هذه الظاهرة من القضايا الرئيسية التي لا يمكن إغفالها في السياسة الأوروبية التي اعترفت بها المفوضية الأوروبية لمناهضة العنصرية والتعصب. وتغذي النظرة المقلقة لتداعيات وباء كورونا الاقتصادية والاجتماعية المخاوف العامة من زيادة تدخل الشعوبيين السياسيين في التغيرات السياسية والاقتصادية المحتملة في أوروبا والتي على الأرجح أن تستغل المهاجرين والأقليات كـ”كبش فداء”. وتسعى بعض مبادرات الشعبويين الأوروبيين إلى زيادة تقسيم المجتمعات الى مجموعات عرقية وقومية ودينية غير متجانسة. ويعكس هذا التوجه صعود المتشددين القوميين والذي وجد بعضهم مكانا داخل الأحزاب السياسية الرئيسية والحكومات الوطنية.

وقد زاد التحرش بالمسلمين منذ 2014 تزامناً مع صعود تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وعملياته الارهابية في أوروبا، والتي سببت قفزة في مؤشر الاسلاموفوبيا، ولم تهدأ موجة استفزاز الإسلام والمسلمين منذ ذاك الوقت، حيث كانت الدافع الرئيسي لنمو نشاط تيارات قومية متعصبة تعتمد خطاب الكراهية ونبذ المهاجرين. وتم تسجيل زيادة جرائم الكراهية في أوروبا ضد المسلمين بعد رصد تكرار خطابات الكراهية والتمييز الديني والعرقي والداعية في الوقت نفسه الى زيادة التضييق على عمل المهاجرين وانتمائهم وممارسة شعائرهم، وكان قد تعرض الكثير منهم الى الاشتباه والتتبع والميز العنصري خاصة في سوق العمل، حيث بدأت تنمو مؤشرات مقلقة حول بطالة المهاجرين المسلمين في القارة الاوربية خلال الخمس سنوات الأخيرة وبشكل خاص ذوي الخبرات والكفاءات المحدودة والذين قدم أغلبهم ضمن موجات الهجرة الضخمة بعد أحداث الربيع العربي. في المقابل زادت تغيرات تحركات المهاجرين المسلمين العكسية من دول أوروبية الى وجهات أخرى جديدة. وهذه الاتجاهات الجديدة لحركة هجرة المسلمين دلالة على زيادة ضحايا خطابات وسلوك الميز العنصري والكراهية الاخذة في التمدد بهدوء وبشكل عميق قد يتم ملاحظته بشكل أوضح عقب أزمة جائحة كورونا.

وأظهرت بيانات صدرت حديثًا أن تدفقات الهجرة التي ضربت أوروبا بشدة في السنوات الأخيرة عبرت عن أزمة حقيقية، حيث أن معدل البطالة بين السكان المهاجرين والسكان الأصليين يتسع بوتيرة أسرع في تلك القارة أكثر من أي منطقة أخرى في العالم[2]. بالإضافة إلى ذلك، تفقد الدول الأوروبية فرصة لتعزيز اقتصاداتها من خلال الفشل في دمج المهاجرين بشكل أفضل في أسواق العمل، وفقًا لتقرير عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية[3]. وكان خبير في الهجرة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية صرح سابقا ان “واحد من كل مهاجرين اثنين إما غير نشط أو عاطل عن العمل أو مؤهله أقل أو أكثر من اللازم”، وتشير بطالة المسلمين الى أن التعصب وخطاب الكراهية في تصاعد في القارة الاوربية ضد المهاجرين المسلمين بصفة خاصة[4].

وحسب استطلاع راي[5] في 2016 في عشر دول أوروبية الأكثر احتضاناً للمسلمين بما فيها فرنسا وإيطاليا وألمانيا والمملكة المتحدة واسبانيا وبلجيكا، فان متوسط أكثر من 50 في المئة ممن تم استطلاع آرائهم يحملون رؤية سلبية أو انطباعاً سلبياً حول زيادة عدد المسلمين في مجتمعاتهم خاصة القادمين ضمن موجات الهجرات الأخيرة كهرجة اللاجئين أو المهاجرين غير النظاميين ويزيد شعور الامتعاض من هجرة المسلمين خاصة في إيطاليا.

وعموما ينقسم الأوروبيون حول آرائهم حول الهجرة، وفقًا لمسح نُشر في وقت سابق من هذا العام. في انتخابات سابقة في فرنسا وهولندا، دافع المرشحون القوميون عن سياسات أكثر تشددًا تقيد دخول المهاجرين لبلادهم. في انتخابات بلدية سابقة في إيطاليا التي تعتبر من أكبر نقاط الدخول الأوروبية الرئيسية للمهاجرين غير الشرعيين، حظي حزب مناهض للمهاجرين في مدينة جنوة، التي كانت معقلًا لليسار بشعبية متزايدة في دلالة على توجه لرفض حركات الهجرة نحو بلادهم. يُظهر تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن المهاجرين في إيطاليا هم أكثر حظاً من المواطنين الأصليين في العمل في وظائف تفوق مؤهلاتهم، ما يقرب من 40 في المئة على الأرجح يزاولون وظائف لا تعكس خبراتهم او مؤهلاتهم العلمية وهو ما يؤثر سلباً على فرض عمل الايطاليين أنفسهم. على الصعيد العالمي، يُرجح أن فرص العمل المتاحة للعمال المهاجرين تفوق بنحو 10 في المئة الفرص الوظيفية المتاحة للمواطنين الأصليين وقد يكون ذلك بدافع استفادة بعض الشركات من فارق الأجور بين الأوربيين والمهاجرين، في المقابل في الولايات المتحدة تتقلص الفرص المتاحة للمهاجرين بنحو 5 في المئة مقارنة بالمواطنين الأمريكيين[6].

زيادة جرائم الكراهية والتمييز ضد مسلمي أوروبا وخاصة المهاجرين الجدد

يزيد التمييز وجرائم الكراهية ضد المسلمين من المهاجرين الى أوروبا بعد أحداث إرهابية متفرقة بين 2014 و2016 في دول أوروبية كإيطاليا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وبريطانيا واسبانيا والتي تعتبر أكبر وجهات الهجرة للمسلمين والعرب في القارة الأوروبية.

في حين انخفضت الحوادث المعادية للسامية والجاليات اليهودية في القارة الأوروبية تدريجياً منذ 2016[7]، تم رصد زيادة مقلقة بنسبة 500٪ في تقارير الحوادث والتصريحات المعادية للإسلام والمسلمين مع زيادة رواج نظريات المؤامرة وتحميل المسلمين واللاجئين والمهاجرين بشكل عام تداعيات محدودية الانسجام المجتمعي في الدول الأوروبية وأيضا تداعيات أزمة غير مسبوقة في التاريخ الحديث في العالم وهي جائحة كورونا والتي على الأرجح ان توسع موجة كراهية في المجتمعات الغربية التي يحمّل جزء من سكانها الأصليين تداعيات نقص الخدمات الاجتماعية والبطالة الى النسبة الكبيرة للمهاجرين ودورهم في استنزاف موارد دولهم. وقد تسرع هذه التوجهات العنصرية زيادة نشاط حركات قومية أوروبية متطرفة تنادي بتقليص موجات الهجرة وتحمل خاصة المسلمين زيادة مظاهر انحرافات سلوكيات بعض المهاجرين الشاذة والتي قد تكون كردة فعل على زيادة استفزاز مشاعر معتنقي الديانة الإسلامية. وقد زاد التجرأ على الاستهزاء وازدراء رموز الديانة الإسلامية بدعوى حريات التعبير في حين تمنع أغلب القوانين الأوروبية التهجم او ازدراء الديانات المسيحية واليهودية وانكار المحرقة[8] فضلاً عن دعم منع معاداة السامية.

ويتعرض “السلم الديني” لخطر حقيقي ومتصاعد في أوروبا. حيث تدفع سياسات متطرفة قائمة على الكراهية والعنصرية الى ظهور تطرف مضاد. وتقود فوضى حريات التعبير في الدول الأوروبية الى اثارة النعرات والفتن بهدف الرواج والتسويق، ما يخلق جدلاً وانقساماً بين المدافعين عن حريات التعبير والمنادين بزيادة تقنينها وتنظيمها.

وتشارك بعض وسائل الاعلام الأوروبية في شحن مشاعر الكراهية ضد بعض المهاجرين خاصة وسائل الاعلام الخاصة والتي يدعمها متعاطفون مع خطابات تيارات اليمين واليمن المتطرف المتنبي نظرية احياء القومية الوطنية المتطرفة الرافضة لزيادة أعداد المهاجرين وانسجامهم في الجسم الأوروبي المتجانس.

ولعل حادثة إعادة نشر رسوم مسيئة للرسول “محمد عليه الصلاة والسلام” في المجلة الفرنسية الساخرة “شارلي ايبدو” تعتبر نوعا من التحدي وإصرار لترويج خطاب الكراهية بالتزامن مع مناسبة محاكمة متورطين في حادثة إرهابية سابقة في 2015 أسفرت عن مقتل رسامين في المجلة قاموا حينها بنشر سلسلة من الرسوم الساخرة التي تسيئي للإسلام وللرسول والتي استفزت مشاعر المسلمين وأحييت الكراهية لدى بعض المتطرفين المسلمين الذي اختاروا الإرهاب كوسيلة تعبير عن رفض للمساس برمزهم الدينية.

وقد لاقت الإساءة للرسول والاسلام عبر الرسوم الكاريكاتورية الأسبوعية الساخرة منذ بداية نشرها في 2015 استهجان الفاتيكان، حيث قال البابا فرانسيس إن حرية التعبير لا تمنح الحق في “إهانة” إيمان الآخرين، ولا يمكن بذلك استفزازهم، أو إهانة رموزهم الدينية او السخرية منها”، وشدد حينها على أن حرية التعبير يجب أن “تمارس دون الإساءة”، مشيراً إلى أن التعبير عن الذات هو “حق أساسي[9]“.

في 25 أكتوبر 2018، صادقت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (ECHR) على إدانة إليزابيث ساباديتش وولف بتهمة الإساءة للدين الاسلامي، وهي شخصية نمساوية أساءت للنبي محمد خلال مؤتمر لحزب حزب الحرية النمساوي اليميني المتطرف في عام 2009. واعتبرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أن مثل هذا السلوك يهدد الحفاظ على السلم الديني، وأن الحكم الصادر عن المحاكم النمساوية لا تتعارض مع المادة العاشرة من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان المتعلقة بحرية التعبير[10].

مخاوف من ردة فعل التطرف المضاد

بإصرار فرنسا ودول أوروبية أخرى على الدفاع على حرية المساس بمعتقدات المسلمين عبر الرسوم والتصريحات الإعلامية المسيئة خاصة بعد حادثة مقتل أستاذ جامعي على يد طالب مسلم لاجئي الى فرنسا، فان الدول الأوروبية قد تواجه ردة فعل سلبية تدفع نحو التطرف المضاد. ولعل حادثة مدينة نيس قبل أيام التي قتل فيها فرنسيون طعناً على يد مهاجر تونسي غير شرعي حديث الدخول للأراضي الفرنسية عبر إيطاليا، هي دلالة على ان سياسات بعض الدول الاوربية تدفع الى التطرف المضاد، وتعكس فشل السياسيين الاوربيين في تحقيق الانسجام المجتمعي بين الأوربيين بغض النظر عن ديانتهم او عرقهم او لونهم أو جنسهم.

وقد تثير حادثة نيس غضب الحركات الأوروبية القومية المتطرفة وتدفع الى إرهاب مضاد يطال المسلمين المهاجرين قد يصل الى مصاف إرهاب الدولة بزيادة فرض قوانين او اجراءات عنصرية قد لا تتفق مع مبادئ الحريات التي تدافع عنها الدول الاوربية. ومن غير المستبعد ان يتم تسجيل زيادة جرائم الكراهية ضد العرب والمسلمين في المدى القريب خاصة تزامناً مع بعض الانتخابات المقبلة في بعض الدول الاوربية والتي قد تشهد صعود نجم المرشحين القوميين الوطنيين المعادين للمهاجرين.

وتحاول فرنسا بشكل خاص احياء دورها في العالم العربي والتملّص من المظلّة الاوروبية في سياساتها الخارجية وفرض رؤيتها في بعض الدول التي كانت مستعمراتها القديمة على غرار بعض دول منطقتي المغرب العربي والشرق الأوسط. واصطدم هذا الطموح ببعض المعوقات أبرزها نمو دور قوى إقليمية ومحلية وشعبية تناهض زيادة التدخل الفرنسي والوصاية الفرنسية في إشارة خاصة على سبيل المثال للتصادم الحديث الفرنسي التركي على بسط الهيمنة وفرض رؤية الحلول في ليبيا المنقسمة، وسبق ذلك فشل دور الضغط الفرنسي في تسوية الوضع السياسي اللبناني المتأزم بعد انفجار بيروت، وهو ما دفع بالإدارة الفرنسية الى اعتماد خطاب النقد اللاذع لتوجهات بعض الدول ومحاولة تصدير مفهوم وقيم جديدة للإسلام “الحضاري” بديلاً عما تصفه بعض الدوائر الفرنسية والأوروبية بقيم الإسلام المعتمد حالياً والتي تحفز التطرف حسب تحليل النخب الأوروبية ضمن أصحاب القرار. وهو ما يعد تدخلاً في الشؤون الداخلية لدول عربية.

وفي حال إصرار الدول الأوروبية في مقدمتها فرنسا على اختيار منهج فرض المفاهيم والوصاية على الفكر العربي واعتماد سياسية التمييز ضد المهاجرين فإنها قد تدخل في صدام مباشر مع الجيل الجديد من الجاليات المسلمة والتي تمثل نحو أكثر من 10 في المئة من سكان فرنسا ونحو أكثر من 5 في المئة من سكان أوروبا. ويمكن تصنيف هذه السياسات المستفزة للمسلمين ضمن المراهقة السياسية لإرضاء جمهور بعض الناخبين الفرنسيين المتعصبين للقومية الفرنسية، وهو ما قد يسهم في تأزم العلاقات الرسمية والشعبية بين دول أوروبية في مقدمتها فرنسا وشعوب الدول العربية والإسلامية.

كما قد تؤدي زيادة صعود التيارات القومية المتطرفة في السياسيات الأوروبية الى بوادر انقسام بين دول أوروبا على المدى المتوسط.

على صعيد آخر، قد تترسخ المواقف المناهضة للإساءة للمقدسات الإسلامية في أوروبا وتنتقل من مواقف رسمية مستنكرة الى القطيعة الشعبية والاقتصادية وان كانت مؤقتة، حيث انتفض أغلب المسلمين رافضين الإساءة الى رسولهم عبر الاحتجاج السلمي سواء المباشر أو عبر مواقع التوصل الاجتماعي ليبلغ الرفض حد مبادرات مقاطعة البضائع الفرنسية، لكن المخاوف تكمن في استغلال بعض التنظيمات المتطرفة لزيادة مشاعر غضب المسلمين لتجنيد ذئاب منفردة  للقيام بأعمال إرهابية ضد مصالح أوروبية رسمية أو عقائدية قد تفجر حينها تصادماً اكبر بين الطوائف في المجتمعات الغربية وتزيد من التعصب والتمييز بين مكونات المجتمع وتدفع في النهاية الى رصد محتمل لهجرات معاكسة للمسلمين من دول أوروبية الى وجهات أخرى بمبرر زيادة الكراهية والتمييز العنصري. وهذا ما تحذر منه مراكز فكر أوروبية، حيث نمت وتيرة الاسلاموفوبيا في المجتمعات الأوربية في الخمس سنوات الأخيرة بنسب مقلقة.

 

  المصدر: مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث CSRGULF 

 

المراجع:

[1] Adama Dieng, Op-Ed by Special Adviser on the Prevention of Genocide, Street by Street: Systematic Dehumanization in Europe, https://www.un.org/en/genocideprevention/documents/Adama%20Dieng-Systematic%20Dehumanization%20in%20Europe.pdf

[2] Gaby Galvin Staff Writer, Europe’s Out-of-Step Workforce Countries’ policies are driving native-born and foreign workers apart, a new report says, June 30, 2017, https://www.usnews.com/news/best-countries/articles/2017-06-30/in-europe-unemployment-divides-native-and-foreign-born

[3] Gaby Galvin Staff Writer, Europe’s Out-of-Step Workforce Countries’ policies are driving native-born and foreign workers apart, a new report says, June 30, 2017, https://www.usnews.com/news/best-countries/articles/2017-06-30/in-europe-unemployment-divides-native-and-foreign-born

[4] Gaby Galvin Staff Writer, Europe’s Out-of-Step Workforce Countries’ policies are driving native-born and foreign workers apart, a new report says, June 30, 2017, https://www.usnews.com/news/best-countries/articles/2017-06-30/in-europe-unemployment-divides-native-and-foreign-born

[5] CONRAD HACKETT, 5 facts about the Muslim population in Europe, NOVEMBER 29, 2017, Pew Research Center, https://www.pewresearch.org/fact-tank/2017/11/29/5-facts-about-the-muslim-population-in-europe/

[6] Gaby Galvin Staff Writer, Europe’s Out-of-Step Workforce Countries’ policies are driving native-born and foreign workers apart, a new report says, June 30, 2017, https://www.usnews.com/news/best-countries/articles/2017-06-30/in-europe-unemployment-divides-native-and-foreign-born

[7] European Union, Antisemitism 2007–2017,  HELPING TO MAKE FUNDAMENTAL RIGHTS A REALITY FOR EVERYONE IN THE EUROPEAN UNION, Luxembourg: Publications Office of the European Union, 2018, https://fra.europa.eu/sites/default/files/fra_uploads/fra-2018-antisemitism-update-2007-2017_en.pdf

[8] Parlement Europeen, La negation de l’holocauste criminalisee dans toute l Europe, https://www.europarl.europa.eu/sides/getDoc.do?pubRef=-//EP//NONSGML+IM-PRESS+20070314STO04225+0+DOC+PDF+V0//FR&language=FR

[9] Charlie Hebdo : «On ne peut insulter la foi des autres», déclare le Pape François, 15 janvier 2015,

https://www.leparisien.fr/faits-divers/charlie-hebdo-on-ne-peut-insulter-la-foi-des-autres-declare-le-pape-francois-15-01-2015-4449369.php

[10] Anastasia Colosimo, Le blasphème en France et en Europe : droit ou délit ?, Institut Montaigne, 13 NOVEMBRE 2018, https://www.institutmontaigne.org/blog/le-blaspheme-en-france-et-en-europe-droit-ou-delit

 

Tags: CSRGULFأوروباالاسلامالاسلاموفوبيااللاجئونالمسلمينالمهاجرينحركات الهجرةفرنسامركز الخليج العربي للدراسات والبحوث
الإصدار السابق

المغاربة: التونسيون والمغربيون والجزائريون بين الأكثر تشاؤماً واقبالاً عربياً على الهجرة السرية في 2020

الإصدار التالي

صعود القوميين المتعصبين في أوروبا يحرض على الكراهية وظهور الارهاب الديني وصحوة الذئاب المنفردة

الإصدار التالي
صعود القوميين المتعصبين في أوروبا يحرض على الكراهية وظهور الارهاب الديني وصحوة الذئاب المنفردة

صعود القوميين المتعصبين في أوروبا يحرض على الكراهية وظهور الارهاب الديني وصحوة الذئاب المنفردة

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  • الأكثر قراءة
  • تعليقات
  • أحدث الإصدارات
تصنيف (CSRGULF): أكثر الشعوب العربية أماناً في 2020

تصنيف (CSRGULF): أكثر الشعوب العربية أماناً في 2020

يناير 22, 2020
امبراطورية اليهود الخفية ومخطط السيطرة على العالم

امبراطورية اليهود الخفية ومخطط السيطرة على العالم

فبراير 10, 2019
توقعات بنهاية الموجة الاولى للوباء في العالم العربي منتصف ابريل والكويت بين الأقل تضرراً

توقعات بنهاية الموجة الاولى للوباء في العالم العربي منتصف ابريل والكويت بين الأقل تضرراً

مارس 21, 2020
راتب الكويتي في 2020 لن يكفي لتحمل  زيادة ضغوط الانفاق وعبء القروض

راتب الكويتي في 2020 لن يكفي لتحمل زيادة ضغوط الانفاق وعبء القروض

ديسمبر 23, 2019
امبراطورية اليهود الخفية ومخطط السيطرة على العالم

امبراطورية اليهود الخفية ومخطط السيطرة على العالم

2
ثقافة العمل والهجرة الى دول الخليج قد تتغير الى الأبد

ثقافة العمل والهجرة الى دول الخليج قد تتغير الى الأبد

2
دراسة: علم النفس الإيجابي يساعد المصابين في الكويت والعالم على التعافي من الأمراض الخطيرة والمعدية كوباء كورونا والسرطان

دراسة: علم النفس الإيجابي يساعد المصابين في الكويت والعالم على التعافي من الأمراض الخطيرة والمعدية كوباء كورونا والسرطان

2
تصنيف (CSRGULF): أكثر الشعوب العربية أماناً في 2020

تصنيف (CSRGULF): أكثر الشعوب العربية أماناً في 2020

1
ملخص دراسة: اختلاف الأولويات ينذر باستمرار الصراع بين الحكومة الكويتية والمعارضة والمواطن الخاسر الوحيد

ملخص دراسة: اختلاف الأولويات ينذر باستمرار الصراع بين الحكومة الكويتية والمعارضة والمواطن الخاسر الوحيد

فبراير 28, 2021
هل تكون الأسماك حاضنة لفيروسات قد تفتك بالبشرية مستقبلاً؟

تحذير بيئي وصحي: أسماك تستهلكها قد تحتوي فيروسات ضارة غير معروفة

فبراير 10, 2021
الشباب الكويتي والعربي بحاجة الى تعزيز معرفته حول تاريخه

الشباب الكويتي والعربي بحاجة الى تعزيز معرفته حول تاريخه

فبراير 9, 2021
دراسة: النفايات البشرية تهدد الحياة البحرية وصحة مستقبل أجيال الكويت

دراسة: كارثة بيئية صامتة تهدد صحة مستقبل أجيال الكويت بسبب ارتفاع تلوث بحري سام

فبراير 6, 2021
  • تصنيف (CSRGULF): أكثر الشعوب العربية أماناً في 2020

    تصنيف (CSRGULF): أكثر الشعوب العربية أماناً في 2020

    56 shares
    Share 56 Tweet 0
  • امبراطورية اليهود الخفية ومخطط السيطرة على العالم

    40 shares
    Share 40 Tweet 0
  • توقعات بنهاية الموجة الاولى للوباء في العالم العربي منتصف ابريل والكويت بين الأقل تضرراً

    0 shares
    Share 0 Tweet 0
  • راتب الكويتي في 2020 لن يكفي لتحمل زيادة ضغوط الانفاق وعبء القروض

    0 shares
    Share 0 Tweet 0
  • “التعليم عن بعد” يزيد من تحديات تراجع الكفاءة والجودة التعليمية: الكويت نموذجاً

    0 shares
    Share 0 Tweet 0
مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث

© 2020 CSRGULF

  • الرئيسية
  • كلمة الرئيس
  • عن المركز
  • اتصل بنا

Follow Us

لا توجد نتائج
عرض جميع النتائج
  • الرئيسية
  • تقارير كويتية
  • قضايا الساعة
  • تصنيف واحصائيات
  • قضايا المستقبل
  • تحليل و توقعات
  • دراسات
  • كلمة الرئيس
  • عن المركز
    • من نحن
    • رؤية المركز
    • أخبار المركز
  • اتصل بنا

© 2020 CSRGULF

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Create New Account!

Fill the forms bellow to register

All fields are required. Log In

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In
Newsletter Subscriptions

Sign up for free newsletters and get more news delivered to your inbox

X
Newsletter Subscriptions